Pour les mordus de «Sociologie» : Les contes des arabes et la détresse de la troisième ligne – Par Maher Zoghlami
Nous publierons une fois par semaine et au pif, certains des travaux du jeune Chercheur en sociologie, le Tunisien Maher Zoghlami, dont l’effort de recherche repose sur la combinaison de l’analyse sociologique des phénomènes sociaux d’une part, de la prédiction prospective basée sur la technologie des scénarios d’autre part, et du dessin stratégique des politiques publiques par la différenciation entre les scénarios attendus d’autre part.
C’est l’approche qu’il a cherché à appliquer dans le cadre de son travail sur le thème des politiques religieuses et de la déradicalisation en Tunisie.
Aujourd’hui, nous avons choisi pour vous : « حكايات العرب ومحنة الخط الثالث«
يحكى، في وجدان العرب، أن وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرّة التغلبي، كان حالما (حلما حقيقيا) بتأسيس دولة يكون هو ملكها، وهو المخالط للملوك العارف بالممالك.وأرادها دولة تراتبيّة قاطعة مع أفقية البداوة. فجعل لرحاب حماها المتخيّل أسواراً وحصر الفروسيّة في الجيش وحوّل كل الأخلاق إلى قانون (تعبير لزهير إسماعيل) بأن منع إيقاد النار للضيف إلا بإذنه، فلا نار إلا ناره وهي ذاتها نار الدولة. وقد تبلّغ من العّز حتى ضاق بنو عمّه به وأبصروه متكبراً متعالياً ناكراً لبيئته. وكان لوائل جروٌ (فسمى نفسه كُلَيْباً)، فإذا ما نزل منزلًا به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فعوى، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه، وكذلك حياض الماء، لا يردها أحد إلا بإذنه. حتى رعت يوما ناقة البسوس مع نوقه فعقرها. »بلغ السيل الزُبى » وأخذه إبن عمّه جساس غيلةً (قتله)، جساس الذي لا ذكر له وطالما احتقره كليب.وقبل أن تبدأ حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما، وقبل أن يثأر الزير سالم المهلهل لأخيه/الدولة، قام بعملية تثوير نفسية فبكاه وبكى عزّه ودولته شعراً (شعراً حقيقياً) وتوّعد وحذّر وزمجر … ثم فتك (فتكا حقيقيا).المفارقة هو أن ما فعله الزير كان إنتقاما للدولة لكن بمنطق البداوة المتجسدة في القبليّة (الثأر والاسراف في القتل) لا بقانون الدولة. (البداوة القبليّة التي حاربها كليب/الدولة، والتي إغتالته)، فكأن الزير كان يقتل نفسه مرتين.
ونحن نستحضر وجدانيا هذه القصة اليوم تتشابه علينا الشخصيات فلا نعرف من كُليب بيننا ومن جساس ومن الزير وماهي الدولة وكيف هي البداوة الحق أو الحداثة الحق بل يتراءى لنا الكل كُليبا (مزيفا) والكل جساسا (مزيفا) والكل زيرا (مزيفا). أما الحارث بن عباد ذلك الذي مثّل الخط الثالث، خط الحكمة والوساطة (هذه الحرب لا ناقة لي فيها ولا جمل) والذي إعتزل الفتنة أولاً ثم سيق إليها، فلا نكاد نراه ولا تلوح لنا ملامحه. ومن يومها ومحنة العرب هي إجهاض الخط الثالث وإنقطاع ذكره (حتى في هذه التدوينة) فلا نرى شبيها للحارث (في نسخته الأولى، قبل أن يتستلم للفتنة) وإن كان شبيها مزيفا.